هذه المدونة لازالت قيد التطوير وشكلها كده هتفضل برضو قيد التطوير!

07 أغسطس 2010

الرومانسية ما بين المهندية و العملية

منذ زمن ليس ببعيد و أصبحت مدركاً بل مؤمناً بأن بنت الحلال التي ستقرر أن تعيش معي باقي عمرها ستعيشه متساءلة "ليه يا ربي كده!؟" و اصبحت مؤمناً تماماً بما قاله أحمد خالد توفيق في كتابه قصاصات صالحة للحرق

يبحث الرجل عن فتاة مهذبة طیبة جمال وبنت ناس .. ما إن يجد ھذه الجوھرة حتى يكافئها بأن يهديها نفسه !

ستقول ذلك لأنها ببساطة أنثى -و كل الإناث حتى وإن لم يعترفوا بهذه الحقيقة- فلديهم تلك اللمحة الرومانسية المقتبسة من المشاهد الغرامية بالأفلام القديمة كمشهد موت بوسي على البحر بين أيدي نور الشريف! و أنا شخص بطبيعتي لا أؤمن بالرومانسية السينمائية و أعتقد أن الرومانسية العملية هى الأصلح و الأبقى.


ولسوف تخالفني الكثير من متطرفات الجنس الناعم و لكن من المستحيل أن يكون وقت فراغي متمثلاً في:
  • 25% مشاهدة ورصد تصرفات مهند
  • 25% مشاهدة ورصد تصرفات خليل (برضو مهند)
  • 25% الإستماع ورصد كلمات أغاني "تموووورة"
  • 25% محاولة تطبيق الـ75% السابقة على أرض الواقع
فلو فعلت ذلك سأتحول ببساطة وتدريجياً إلى:


فلايمكن أن تعيش بشخصية "سوما الحساس" 24 ساعة في اليوم الواحد! الرومانسية لها أوقاتها وصورها. فلا يجب أن تكون روميو كما لا يجب أيضاً أن تكون "برعي المستكاوي" فخير الأمور الوسط.
لا أرى الرومانسية كعيباً قاتلاً ولكنها ليست كما يصوره لنا الإعلام سواء كان عربياً أو أجنبياً. و مؤمن بفكرة إنك قد تحقق نتائج مبهرة بقليل القليل من الإحساس -يعني يكون عندك دم- في التعامل مع شريكة حياتك.
و لنطبق هذا الرأى على أرض الواقع القاسية سأقيس على أحد عورات الإنسان و هى الأكل. فالمعدة أحد أسباب إحراج البشرية لو تملكتنا ليعلو صوتها على صوت العقل و الإحساس.

المشهد: عشاء رومانسي لشخصين أياً كان موقعه
الأشخاص: رجل و إمرأة يبدو عليهم ملامح الزواج فالرجل شارد الزهن يفكر في الفاتورة و المرأة جاحظة العينين غير مصدقة ان "البيه عازمها على العشاء"

بعد الإنتهاء من الأكل لست ملزماً عزيزي الرجل أن تطلب بنبرة خافتة بها شيئ من الحنية و السهوكة "كريز" أو "فراولة بالكريمة" أو "بلوبيري كيك لو سمحت" -كيكة عنبية- أنا أصلاً لم أتذوقها من قبل و سمعت ممن تذوقها أن طعمها سيئ و مع ذلك أرى الكثير من المؤمنين بأنك إذا طلبت بعد الأكل بلوبيري كيك فأنت شخص رومانسي و "بتفهم في الذوق".. و لكن ليس ضرورياً أن تطلق لمعدتك العنان بأن تطلب طبق فاخر من الفاكهة مكللاً بـ برتقال بسُرة و شوية كاكا وعلى شوية شمام
ليس من اللائق أن تراك زوجتك -ولو بعد مليون سنة زواج- ممدداً بكرش بارز من القميص تقوم بإغتصاب شريحة بطيخ ضخمة مكوناً حولك حديقة من البزر المبصوق على أمل أن تنبت بطيخاً جديداً لتلتهمه هو الأخر!!
و لا أن تعلن بصوت جهوري عن رغبتك في تحلية متينة بعد وجبتك القوية قائلاً: "يا سلام دلوقتي لو أضرب واحد سكلنس معتبر!"
للعلم فالسكلنس هو عبارة عن ساندوتش مكون من: حلاوة طحينية، قشطة، مربى، عسل و أى مكون أخر تريده بشرط أن يكون حلو المذاق ويحتوي على ما يعادل 100 سعرة حرارية أو أكثر بالجرام الواحد!
ليس من الضروري أن تبدي إحتجاجك الشديد و تذمرك بسبب خلو الوجبة من الطرشي و الخيار المخلل!!
ليس عيباً أن تنادي النادل بـ "جرسون!" أو "من فضلك! ، بعد إذنك!" توقف عن النداء بـ "بس بسسسس" ، "خد يا بشمهندزززز" أو تنادي بـ "خد يا...." متبوعة بأحد الألقاب على شاكلة كوتش، غالي، شبح، زعيم! و ليس عيباً أن تقول "ميرسي" أو "شكراً" بدلاً من "تشكر يا غاااااالي"



دعونا نبتعد قليلاً عن "مُفصلات" -مبطلات- الجو الرومانسي على شاكلة: (قهوة عالريحة، زبادي خلاط، عناب، شوربة كوارع، كاكا، فتة شاورما... إلخ) - لم أقل توقف عن تناول هذه الأشياء لكن لكل مقام مقال. فحتى و إن كانت السهرة أكل من الخارج و ستأخذ الأكل (تيك أواي) إلى البيت فليس من الضروري أن تدخل على زوجتك قائلاً: "جبتلك يا حبيبتي كام ساندوتش إنما إيه عارفة من عند مين؟ زيزو نتانة فاكراه؟"

نعم، زيزو نتانة و محسن باكتيريا هى مطاعم -بغض النظر عن الاسم- تقدم أكلاً لذيذاً لكنها في النهاية أحد أكبر مبطلات الرومانسية العملية!
دعوتك ألا تكون رومانسياً 24 ساعة من اليوم. لكني أدعوك أيضاً ألا تفسد وقتك المخصص لزوجتك من يومك بتصرفات من إياها و الأكل هو مجرد مثال ولك أن تقيس باقي تصرفاتك على نفس المقياس..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق