هذه المدونة لازالت قيد التطوير وشكلها كده هتفضل برضو قيد التطوير!

04 فبراير 2009

موضة التدوين السياسي

"إن شعرك جيد .. ولكن ماذا تريد ان تقوله للناس في شعرك غير إنك شاعر"
قالها احمد خالد توفيق في كتابه (قصاصات صالحة للحرق) وهذا ما ينطبق على ما سوف اتكلم عنه في هذه التدوينة فقد كثرت المدونات والمدونون واشباه المدونين بشكل كبير جداً.
وذلك بسبب التطور الكبير في عالم الانترنت فما ان وصل للجمهو خبر ان بإمكانهم ان يكتبوا افكارهم و ينشروها ويطلع عليها العالم اجمع من كل مكان وكل هذا مجاناً ودون اي تكلفة حتى تهافتوا على بلوجر ، مكتوب ، جيران وغيرها من المواقع التي تعطيك مدونة مجانية وانهالوا عليها بالتسجيل حتى اني رأيت البعض منهم ينشأ اكثر من مدونة له وكلها يكتب فيها نفس المادة
[طيب يا اخي عامل اكثر من مدونة اعمل مدونة للبرامج واخرى شخصية واخرى للترفيه ...الخ ولا تنشأ ست او سبع مدونات شخصية لك اصلنا مش مهتمين بمعاليك لهذه الدرجة :mad: ]
اننا امام حالة من الجنون وعدم التنوع والتكرار و أصبحت المدونات موضة كموضة المنتديات وان كانت الأخيرة قد بدأت طريق النهاية والاندثار ، واصبح حال المدونات كحال المنتديات العربية الموجودة على الساحة فعددها مليون والمتميز بها مائة فقط.
أما أشباه المدونين فقد لجأ البعض منهم للنقل عن المدونات والمنتديات الاخرى على حد السواء والبعض لجأ لتقليد الغير ولا يوجد عندي اي مانع في التقليد فانا عن نفسي أحاول ان اقلد مميزات غيري من المدونين المميزين وارى ان التقليد هو بداية التعلم الذي يضع الانسان على بداية الطريق ليبدأ بعد فترة وجيزة بإبداع أسلوبه الخاص وهذا هو التقليد الهادف والمفيد ولكن هناك نوع اخر من التقليد وهو التقليد الحالي تقليد أعمى ليصبح الناتج ركيك ذابل بلا لون او طعم .
أما البعض الأخير فقد لجأ لـ .. التدوين السياسي ..




وااااااه من النوع الاخير والذي لجأ لسب الحكومة (اي حكومة) والوضع الراهن وكتابة اي شئ على انه حقائق والتي يكون اغلبها زائف دون علم او تحقق وعندما يفرغ من الحكومة ينهال على الاخرين بالسب و الإساءة دون اي مبرر او هدف حتى ان بعض الإساءات بدأت في تعدي حدود اللياقة و الأدب في التدوين و أصبحت مدوناتهم معقلاً للألفاظ الخارجة والبذيئة والحجة .. انها مدونة سياسية ساخرة وكل ذلك ليلقب بمدون العرب السياسي الاول ولسانهم الصادق الذي لا يخاف ان يفصح عما في صدره ويفضح الفساد.
اتعلمون ان بعضهم اتخذ السباب و الألفاظ الخارجة عناوين لمدوناتهم وبالتأكيد لن اعطيكم امثلة فانا متأكد ان اغلبكم قد مرت عليه البعض منها .
لقد اصبحت المدونات السياسية الان موضة لإشهار المدونة لان الكل يعلم تمام العلم ان الطبيعة البشرية طبيعة تحب الثرثرة والكلام الكثير في الفساد والذم والقليل القليل في الثناء والتطوير .
أنا لا أعارض المدونات السياسة بل على العكس فلها شريحتها من القراء الواجب احترامهم ولها دورها في إثراء العملية السياسة العالمية كما ان هناك مدونات سياسية متميزة صادقة في كل كلمة تكتبها فهي راصد للاحوال السياسية في العالم يعمل اصحابها على إظهار الحقائق وتحري الدقة في كل كلمة ولكني اعارض موضة انشاء المدونات السياسية فمدونيها يعتبرون انفسهم سياسيون من الدرجة الاولى بمنطلق ان كل فرد منهم يقول: "انا الشعب" وكما قلت لا انكر تميز بعض المدونات السياسية الساخرة ولكن ماذا عن الباقي !؟ فالباقي مجرد صفر على اليسار .
يا عالم !! السياسة هي دراسة مطولة وان المقال السياسي في نظري كاي مقال اقوم بكتابته اياً كان نوعه يجب ان يمر بدة مراحل ليصبح منمق بعيداً عن الذم وان يتوافر في الموضوع امثلة من وقائع حقيقية مدعمة بالدلائل والبراهين وليس فقط ان يدعو الكاتب القراء لإعمال العقل في التوصل لحقائق من انفسهم وان يأخذ المقال وقته الكافي في التكون في ذهن الكاتب وعلى الورق ايضاً .. مقال جيد وكامل كل شهر احسن من مقال يومي ركيك لم يتم التحري الدقة في كتابته .
أريد احد يغلطني في كلامي .. أوليس هذه من اهم شروط المقال السياسي الصحيح في أي صحيفة محترمة ..
وفي رأيي اذا توفقت هذه الشروط تكون المدونة السياسية بغرض التطوير التعبير والتغيير لا الذم والتشهير.
في رأيي لا يجب ان يعتقد اي شخص انه سياسي نعم يتوجب عليه المشاركة في العملية السياسية ولكن المشاركة تكون بأشكال اخرى لن أتطرق لها في هذه التدوينة.
ولا ننكر وجود بعض المدونات السياسية والساخرة المتميزة وهي لأشخاص عاديون من عامة الشعب وليس لهم اي علاقة بالعالم السياسي وهم ليسوا خريجين لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية مثلاً ولكن .. اذا دققت في حياتهم اليومية ستجدها حياة كلها ثقافة قراءة سفر تعلم وترحال من الدرجة الاولى وهم ذوي عقليات علمية متفتحة مما يؤهلهم للخوض في عالم التدوين السياسي وكتابة مقال سياسي متميز بغرض الإصلاح دون اي أغراض شخصية .

ولكن الآخرين هم عبارة عن مجرد غوغاء تسعى لاحلال الفوضي فقط (بقصد او عن غير قصد) فهم جهّلة بدون اي خبرة ثقافية حتى انك اذا سألتهم ما هي عاصمة النرويج مثلاً سيفتحون أفواههم كالبعير.
هناك فرق كبير وشاسع بين الذم والنقد ومشكلتهم انهم لا يستطيعون فهم هذا الفرق او لم يسمحوا لنفسهم بالتفكير في الأمر ولو لوهلة فوقتهم كله يمر في التفكير في مناظرهم عندما يتم شكرهم من القراء "الغلابة" وتلقيبهم بانهم ساسة وسياسيون ...
فايها المدون اين انت من المدونين ...

هناك تعليقان (2):

  1. كلما ادبني الدهر اراني نقص عقلي

    ردحذف
  2. [...] ولربما تدوينه اليوم لها علاقة بالتدوينه السابقة “موضة التدوين السياسي“. و اليوم سألت نفسي بعض الأسئلة لاهتدى لإجابة [...]

    ردحذف