هذه المدونة لازالت قيد التطوير وشكلها كده هتفضل برضو قيد التطوير!

29 سبتمبر 2009

حكمة الله

توفيت جدتي منذ حوالي العشرة أيام. و لا أكتب هذه التدوينة لنعيها فإني في غنى عنه لأنها ستظل أول أم لي في قلبي و لن أنساها ما حييت. ولكني أكتب لكم اليوم لأسرد لكم ما إكتشفته أو تذكرته في خلال هذه العشرة أيام. ربما لم أكتشفه ، وربما لم أنساه حتى أتذكره و لكني أعلم على اليقين إني فهمت القول المأثور و بالعامية المصرية "ربنا مبيجبش حاجة وحشة أبداً"
و حادث الوفاة بوجه عام هو مصيبة في حد ذاته ، و لطالما هزني حتى و لو كان المتوفى هو شخص غريب و لا تربطني به صلة. فحادث لقاء الله هو شئ عظيم جداً. فنحن لسنا على إستعداد لملاقاته و لكن نكون على إستعداد أبداً. واعلم يا أخي في الله بأنك مهما عملت و أطعت فأنت غير مستعد.





تحدث وفاة شخص عزيز عليك فتحزن، تبكي أو تحت تغضب و لا تعلم حكمة الله في أمره. و لنضرب المثل في حالي اليوم.. هذا الحادث الاليم و الذي شهدته من بداية (سكرات الموت) حتى نهايته (القبر) قد غيرني كثيراً و غير عائلتي أكثر فتوقف العصاة عن إرتكاب المعاصي ، هدأت النفوس الثائرة بعد أن كانت تسب و تلعن لأصغر الأمور ، بدأت العقول تفكر بشكل جدي و مباشر و تسأل السؤال.. ماذا أعددت ليوم اللقاء !؟
أنا .. و لأول مرة أفتح قناة تلاوة القرآن أثناء إعداد الفطور بدلاً من مسلسل The Simpsons. لآول مرة أقلب بين القنوات الدينية بحثاً عن أحد الدروس الدينية الشيقة قبل أن أنقض على الجزيرة الوثائقية فور تشغيلي للتلفاز لأشاهدها طوال اليوم. لأول مرة أفكر جدياً في تحسين نفسي و زيادة خشوعي في صلاتي و محاولة إخلاص العمل لله قدر الإمكان. و لأول مرة أدعو الله أن يرزقني الموت و على لساني ذكره كما رزق من قبلي به. لأول مرة أشعر بقيمة الحياة و جودتها. هل أستعرض ما أفعل من عبادات؟ لا و العياذ بالله فلربما فعلت ذلك فعلاً و ربما لم أفعل!! وهذا بيني و بين الله لكن السؤال الآن لماذا لا تحاول أنت !؟ من دون أى تكبر في الدين أو مراءاة. إخوتي و أخواتي في الله أعلموا أن إبتلاء الله لكم في الدنيا ما هو إلا تخفيف عنكم قبل لقاءه و رحمة منه لتقابلوه أخف وزراً.
"إن الله إذا أحب عبد إبتلاه"


اعلم تدوينة اليوم ثقيلة فالإنسان دائماً ما يجد النصح ثقيلاً و هذه هي طبيعته و في نهاية تدوينة اليوم رجاء خاص لكل من له عزيز أو قريب لقلبه من ام، اب، اخ، اخت، زوجه أو ابن...إلى أخره ، إغتنم الفرصة و عبر له عن حبك و لا تكتفي بالكلمات. عبر له عن حبك و أقض معه بعض الوقت المنتظم يومياً أو حتى إسبوعياً. لا نحتاج لمصاب أو سبب لنبر أهلنا و أصل رحمك قبل فوات الأوان.



رَب تَوفني مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بالصالحين.
رَب اجْعَلْني مُقيمَ الصلَاةِ وَمنْ ذُريتي رَبنَا وَتَقَبلْ دُعَاء.
رَب أَدخِلْني مُدْخلَ صِدْقٍ و أَخْرِجْني مُخْرجَ صِدْقٍ و اجْعلْ لي مِنْ لَدُنْك سُلْطانًا نَصيرًا.

هناك 6 تعليقات:

  1. هلا احمد

    الله اعطى الانسان ( النسيان) .. واصلا لو تطالع في الكلمتين اللي قبل النقاط راح تلقاهم متقاربين في النطق والكتابة ، فا انت الحين متاثر بوفاة جدتك رحمة الله عليها ، ولابد لكل واحد اذا مات له عزيز او قريب انو يروح ينشغل بالطاعات لمدة بعد فقده .... لكن بما اني مجرب في وفاة ولد خالي اللي كان صديقي واخوي اشير عليك بأن تلزم نفسك بكم عمل تعبدي لله تعالى تحبهم نفسك وتسهل عليها وتستطيع الالتزام بها طووووووول عمرك ... فا اعتقد ان هذا افضل مما يقوم به اغلب الناس -في نظري- من القيام بكل اعمال الخير الى ان يزول الحزن وينسى ، فاذا زال الحزن يعود الى حالته الاولى او اسوأ ...

    اعذرني على الاطالة وياليت لو الفكرة وصلت لان عندي مشكلة في شرح وصياغة ما اريد قوله

    شكرا

    ردحذف
  2. اخي نواف .. لا فهمتك و الحمدلله وفهمت كلماتك الرقيقة. ولا يوجد أى نوع من الإطالة ، أبداً !
    نعم هناك بعض الأشخاص التي قد تتوب عن المعاصي لفترة بعد تعرضهم لإختبار من الله ثم كما يقال: "ترجع ريما لعادتها القديمة" نعم فقد نتأثر مؤقتاً بها ولن أنكر إني فعلت ذلك عندما مات أصدقائي ومات أخوالي لكن عندما تموت أم لك ! ما أحاول عمله الآن أن أدعو الله أن يزيد من إيماني فلن أقول إني كنت عاصي أم لا ولكني أدركت شيئاً هذه المرة وهو إني مهما كنت معتقد بإني أعبد الله فأنا غير مستعد للقائه ولازالت بعيداً عن جنته بأميال
    ما احاول مناقشته في التدوينة هو حكم الله الذي قد يسخط عليه البعض والعياذ بالله ما هو إلا إختبار أو حب من الله فإنه يريد أن يقربنا منه و يسهل علينا طريقنا للجنة.
    الله يحبنا و هذا ما لا يعقله كثير من الناس.
    ثم إني أستغرب لماذا لا نعبر لمن نحب عن حبنا وتقديرنا لوجوده في حياتنا و لا نشعر بأهميته إلا بعد فقدانه. ولذلك ناشدت الناس في فقرة خارجة عن الموضوع بأن يعبروا عن حبهم و تقديرهم الطاهر الآن..
    أعتذر أنا الأخر عن الإطالة و شرفني مرورك و تعليقك جداً :$

    ردحذف
  3. رحمها الله وتغمدها وسائر أموات المسلمين برحمته
    أحمد أثرت فيني الجزئية الأخيرة عن اغتنام فرصة الحياة مع من نحب والأرحام قبل الفراق بالفعل نحن مقصروون جداً معهم والله المستعان

    ردحذف
  4. اللهم آمين :(
    فعلاً كان هذا هو هدف التدوينة بعد توضيح خطأ الحزن من أحكام الله و جهلنا بما فيها من خير.
    يجب علينا قضاء المزيد من الوقت مع من نحب ، جمع الذكريات ، الحفاظ على صلة الرحم. ففي النهاية لا نعلم متى يحين موعد الفراق !!

    ردحذف
  5. البقاء لله يا احمد
    وفعلا يجب علي كل واحد يقف مع نفسه شوية ويحدد مدي مصداقيته مع الله وقضيه العبادة هل في طاعة ام :mad:
    الله المستعان :rollin:

    ردحذف