هذه المدونة لازالت قيد التطوير وشكلها كده هتفضل برضو قيد التطوير!

31 يوليو 2010

صلاة في الفضاء ونوم في الأرض

ربما أصبح لدى كثير من المصريين عقدة يمكن أن نسميها بـ "العقدة الماليزية" ، فكلما شعرنا بتأخرنا عن اللحاق بركب التقدم و الحضارة ونظرنا إلى أقصى الجنوب الشرقي لقارة آسيا الذي لا يبعد عنا سوى آلاف الكيلو مترات فحسب ووجدنا ماليزيا التي تطل على المحيط الهندي و التي نالت إستقلالها بعدنا بخمس سنوات كاملة "عام 1957" وقد أصبحت نمراً آسيوياً ضخماً له أنياب إقتصادية حقيقية تجعل لكلمتها ألف وزن و حساب، لأصابتنا هذه المقارنة بالحسرة و الندامة ولجعلتنا نقول ياريت اللي جرى ما كان، ولأصبحنا نتساءل في دهشة "هم ليه بقوا كده واحنا بقينا كده رغم أننا بدأنا تقريباً مع بعضنا؟"..

 دعك -سايق عليك النبي- من الكلام حول حضارة سبعة آلاف سنة وبناة الأهرام الفراعنة العظام، لأننا -يا صديقي العزيز- أصبحنا في عصر لا يعترف بـ"ماذا كنت" بقدر ما بات يعترف بـ"ماذا أصبحت"، ناهيك أصلاً عن أننا حتى لم نستطع أن نحافظ على "كنا" هذه فلا استطعنا أن نسوق آثارنا -التي تزيد عن ثلث آثار العالم كله بقليل- بشكل جيد، ولا استطعنا أن نروج للطبيعة الساحرة الساكنة في أركان البلد، بينما استطاعت ماليزيا بقليل من التخطيط و كثير من تحمل المسئولية وحب البلد و القضاء على الفساد في الترويج لنفسها وكأنها جنة الله في الأرض بما تمتلكه من أماكن ومزارات طبيعية ساحرة بحق.

طيب ما مناسبة هذا الكلام اللي يوجع القلب ويقلب علينا المواجع والحكاية مش ناقصة أصلاً؟
طبعاً في مناسبة يعني الواحد يعني غاوي عكننة على خلق الله من الباب للطاق..؟ لازم العكننة يبقى ليها سبب.. وسبب وجيه.. ويرفع الضغط كمان!
أصل الحكاية خبر صغير نشرته صحيفة الشرق الأوسط بيقول إيه يا سيدي..

بيقول إن "وكالة الفضاء الماليزية ستعقد مؤتمراً لحسم الجدل الفقهي الذي يدور في البلاد حول الطريقة التي سيصلي بها رواد الفضاء المسلمون في الفضاء وذلك على خلفية استعدادات ماليزيا لإرسال أول رائد فضاء إلى القمر بحلول عام 2020".
خدت الصدمة!؟ اتعكننت زيي؟ ضغط الدم ارتفع عندك.. هتحلل عشان خايف يكون جالك السكر؟!
خدت بالك من الصدمات المتتالية..
أولاً: ماليزيا عندها "وكالة الفضاء الماليزية"! -مش قمر صناعي اسمه نايل سات كل إنجازاته إنه بينقل لنا حفلات "هيفاء وهبي" و "نانسي عجرم" على الهواء مباشرة~!

ثانياً: سترسل أول رائد فضاء ماليزي إلى القمر -القمر هاه مش سرس الليان!- في عام 2020 -تقدر سيادتك تقولي مصر سنة 2020 هتكون عارفة العجز في التموين هيكون كام كيلو سكر وكام باكو شاي ؟!

ثالثاً: من دلوقتي يعني قبل الهنا بـ13 سنة بيعملوا حساب كل حاجة.. ومش ناسيين كمان فريضة ربنا.. يعني بيفكروا بمنطق حقيقي في الكيفية التي سيصلي بها رواد الفضاء بسبب أن محطة الفضاء تدور عادة حول الأرض ما يقارب من 16 مرة يومياً وهو ما يعني أن الشمس ستشرق و ستغرب على من فيه أكثر من مرة في اليوم الواحد فلن يعرفوا في هذه الحالة ظهر من عصر من مغرب "حاجة تجنن برضه!".. ده هناك عندهم بينما احنا هنا في مصر كل اهتماماتنا الدينية تدور حول تحريم التماثيل و الأكل و الشرب في نهار رمضان ودخول الحمام أيكون بالقدم اليمنى أم اليسرى يا فضيلة الشيخ؟!

ناس لهم التقدم و العلم و التكونولجيا و صناعة الحضارة، وناس ليهم التخلف و الرجعية و الإستهلاك و الإستيراد.. ناس لهم أن يصلوا ويسبحوا الله في الأرض وفي السماء و فوق القمر.. وناس لا تفعل شيئاً سوى أن تنام و أن تأكل أرزاً مع الشياطين -لا الملائكة- في الأرض.


اليوم التدوينة بالكامل هى أحد مقالات كتاب "الإنسان أصله جوافه" للكاتب محمد هشام عبيه والذي أنصحكم بقرائته.. و قريباً جداً سأنشر مقالاً أخر قد أعجبني من هذا الكتاب الشيق و الممتع..

هناك تعليقان (2):

  1. حاجة كمان أنا إستغربت منها أوي لما عرفت إن ماليزيا متفوقة فيها وهي التعليم .. ليا صديق بيدرس هناك .. بجد اللي يتعلم في الجامعات هناك يكره حاجة إسمها تضييع الوقت والفشل

    ردحذف
  2. الصراحه مش عارف اعلق
    بجد مش لاقي حاجه اكتبها
    بس الموضوع جميل يا بعكوكة فعلا

    ردحذف