هذه المدونة لازالت قيد التطوير وشكلها كده هتفضل برضو قيد التطوير!

18 أبريل 2010

الفلسفة ما بين الكفر و الإيمان

نعم هى علم شائك و أختلف عليه الكثيرون ما بين مؤيد و معارض من علماء وفقهاء في الدين.
وصفها 'الغزالي' في كتابه "تهافت الفلاسفة" على إنها كفر و قد قام بتكفير الفلاسفة بشكل صريح و على رأسهم 'إبن رشد' وذلك لأنه قد نظر للفلسفة من خلال النافذة الضيقة. وهذا في رأيي تقليل من شأن أهم شيئ يميز الإنسان عن البهائم وهو العقل.

رد 'إبن رشد' على تكفير 'الغزالي' له عن طريق كتابه "تهافت التهافت" و الذي وصف به الفلسفة على إنها تفكير عقلاني. أما أنا فأرى الفلسفة على إنها مكمل للعقيدة الدينية. وذلك لأني أرى شرعية الفلسفة في وجود اللقب (أستاذ العقيدة و الفلسفة) بين ألقاب مفكري وخريجي الأزهر الشريف.

الله لم يهب بنى آدم نعمة العقل حتى يتوقفوا عن التفكير! ولو توقفنا عن التفكير فما الذي يفرقنا عن البهائم؟ في حالة وجود أسئلة حساسة في العقيدة والخلق مثلاً (و يا مكثرها) لو توقفنا عن طرح الأسئلة فقط لأننا لا نستطيع توفير إجابة واضحة لها فكأننا نصف العقيدة نفسها بالهشاشة. وعندها ينهار مفهوم الإيمان كلياً. فكيف لك أن تؤمن بعقيدة هشة البنيان!!؟

فهل الدين الإسلامي ديناً هشاً؟ لن أقوم بالإجابة عن هذا السؤال من منطلق إني مسلم لأنه من غير العدل أن نفرض فكراً عقائدياً معيناً على شخص لا يدين بهذا الدين (المحاور الغير مسلم) لكني سأقوم بالإجابة عنه بعد التفكير في لُب الدين نفسه و هو القرآن الكريم. ألم يثبت صدق آياته و هو في الأصل الكتاب الذي قامت عليه العقيدة الإسلامية في الأساس؟ وهذا ما يُسمى بالإعجاز العلمي.
لذا مما لا شك فيه أن الدين الإسلامي ليس ديناً هشاً. إذاً أين المشكلة؟ لماذا لا نستطيع الإجابة عن بعض الأسئلة الفلسفية الحساسة في ديننا؟ أرى أن سبب فشلنا في توفير إجابة مُقنعة هو الجهل بالدين و أحكامه.
على سبيل المثال الشخص الذي يتحدث اللغة العربية منذ صغره، لماذا يستطيع التعبير عما يجول بخاطره مستخدماً اللغة العربية بشكل أفضل من استخدامه للغة الإنجليزية؟ هل لضعف الإنجليزية نفسها أم جهله بلغويات اللغة و فشله في إيجاد ألفاظ مناسبة للتعبير؟ وصلت المعلومة!!؟ :rollin:

إذاً لو كانت الفلسفة بهذه الشرعية، فكيف يتخلى المؤمنون عن عقائدهم؟ من أين يأتي الإلحاد؟؟
الإلحاد ما هو إلا نتيجة لجهل الإنسان و عجزه عن الإجابة لذا أرى المُلحد إنساناً ضعيفاً لأنه قد أصُيب بالملل و فقد الأمل في العثور على إجابة! بل كان يتوجب عليه التعمق أكثر في رحلة البحث وربما دراسة الفقه و الشريعة بشكل صحيح حتى يجد إجابته. فالفيلسوف هو إنسان يهوى التعب و إرهاق عقله إذاً فليتجه للدراسة و التعب.

نعم هناك أسئلة وجودية كثيرة قد لا نستطيع للوهلة الأولى الإجابة عنها كبداية أو نهاية الله. لكن من المبدأ السابق ذكره بأن الدين الإسلامي دين صلب البنيان لا عيب من الاستشهاد بأحكامه فستكون الإجابة عن هذا السؤال هو البداية أو النهاية ستكون الله نفسه! أليس من أسمائه البادئ، المُبدئ، الأول و الأخر ؟

سؤال أخر: ما الذي يميز الله عن الإنسان ليكون هو الرب؟ ألم تكتفي أيها السائل بكتب الله المُقدسة لتكون لك إجابة شافية؟ ألم يقل في كتابه الكريم (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) [الإسراء: 85] - و العلم المقصود هنا هو العلم الإلهي و لو لم يكن كذلك لقال الله "إلا كثيراً"

لأن عمر الإنسان بالنسبة لله هو تاريخ أما بالنسبة لك أيها الإنسان فهو مستقبل لأنه مجهول! وهنا امتاز المالك عن المملوك، الخالق عن المخلوق و لو علم الإنسان مستقبله لأصبح لا فرق بين العابد و المعبود!


الفلسفة ليست بكفر بل هي في رأيي محفز و مقوي للإيمان! ماذا عنك ألا زلت مصراً على إنها كفراً و إلحاد؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق